تتراكم الاملاح فى الطبقة السطحية من التربة فى الاراضى الصحراوية وينشأ ذلك من مداومة التسميد بالاسمدة الكيماوية مع ظروف ندرة الماء والتحكم فى كميته المضافة فى رى المزروعات خاصة فى طرق الرى الحديثة او فى حال عدم توافر الصرف فى حالة الرى السطحى بدون اعطاء فرصة لغسيل الجزء من قطاع التربة النامى فيه جذور النباتات مما يؤثر سلبا على عملية الانتاج الزراعى فى هذه الاراضى . ومما يزيد المشكلة المشكلة صعوبة وجود صيف طويل حار يجعل تبخر الماء سريع من سطح الارض، وقد تتفاوت هذه للاراضى فى درجات الملوحة وفى نسب مكونات هذه الملوحة من الايونات المختلفة وهذا له اهمية خاصة فى اختيار الاسمدة وكميتها ومواعيد وطرق اضافتها .
فسواء كانت النباتات نامية فى ارض ملحية او غير ملحية فانها تحتاج الى كميات كافية من الغذاء النباتى المتوفر فى الاسمدة العضوية والكيماوية.
ويجب التنويه انه فى حالة توافر جزء من الاحتياجات السمادية عن طريق التسميد العضوى خاصة اذا راعينا فى اختيار هذه الاسمدة جميع الاحتياطات الواجب اتخاذها بالنسبة للنوعية والخواص ، انه اذا زادت الملوحة عن حد معين فانها تعطل معدنة الاسمدة العضوية خاصة بالنسبة لعملية النترته (اى تحويل النتروجين فى السماد العضوى الى نترات) اكثر من النشدرة (اى تحويل النتروجين فى السماد العضوى الى امونيوم) ولذا فانه يمكن ان يفقد نتروجين المادة العضوية فى صورة امونيا (غاز النشادر) اذا زاد تركيزها فى الارض .
اما بالنسبة للتسميد الكيماوى فيجب مراعاة العوامل التالية التى تسهم فى تمليح منطقة الجذور وتؤثر سلبا على العملية الانتاجية :
1-ان تتلائم خواص الاسمدة الكيماوية مع خواص الماء المستخدم فى الرى بحيث لاتعمل على زيادة تركيز الاملاح فى وحدة المياه سواء بالنسبة للانيونات او الكاتيونات .
2-ان تضاف الاسمدة بحذر فى صورة كميات مناسبة تماما لاحتياجات النبات النامى وفى فترات النمو الحرجة سواء كانت اضافة ارضية او مع ماء الرى حتى لاتتراكم الاملاح المتبقية فى الارض حول جذور النباتات .
3- اضافة الاسمدة تكبيش حول جذور النبات قد يعمل على زيادة تركيز الاملاح وقتيا فى هذه المنطقة مما يكون له اثر سىء يضر بنمو النباتات .
4- يراعى فى وقت اضافة السماد الايكون الجو شديد الحرارة لان معدلات التبخير الوقتيه فى هذه الفترة ترفع من التركيز فجأة مما يضر بجذور النبات ضررا شديدا يظهر تأثيره فيما بعد .
5- يجب ان تغسل منطقة الجذور جيدا بماء فقط كل فترة زمنية حتى نمنع تراكم الاملاح بها .
وهناك بعض النصائح التى تفيد فى زيادة الانتفاع بالاسمدة الكيماوية فى الاراضى الملحية :
اولا : اذا زاد المحصول باضافة الاسمدة تحت ظروف زيادة الاملاح بنفس نسبة زيادته فى الاراضى العادية ، معنى ذلك عدم وجود تضارب بين التسميد والملوحة .
ثانيا : اذا انخفض المحصول بالتسميد فى الاراضى الملحية فان هناك اثر سىء لهذا التسميد على المحصول ويجب البحث عن اسبابه وتلافيها مثل :-
1- زيادة الضغط الاسموزى . وهذا يمكن تلافيه بالنسبه للتسميد النتروجينى باضافةسماد اليوريا او الاسمدة النتروجينية البطيئة المفعول التى لاتعمل على زيادة الضغط الاسموزى.
2-عدم استطاعة النبات الاستفادة الكاملة من النتروجين المضاف فى تكوين بروتينات عما هو الحال فى حالة النباتات النامية تحت الظروف الطبيعية .
3- ان اضافة النتروجين فى صورة نترات يثبط من امتصاص الكلوريد اذا لم يكن تركيزه مرتفع مما يؤثر ايجابيا على نمو النباتات ، اما اذا كان تركيز ايون الكلوريد مرتفع فانه يتنافس مع ايون النترات ويمنع دخوله .
4- ان اضافة الفوسفات بكميات معتدلة يكون له تأثير ايجابى فى حالة الملوحة المتوسطة ، اما اذا زادت درجة الملوحة فان اضافات الاسمدة الفوسفاتية تؤثر سلبا على نمو النباتات .
5- بالنسبة للتسميد البوتاسى ففى حالة الملوحة المتوسطة نجد ان اضافة البوتاسيوم تنشط عملية تكوين البروتين اى زيادة الاستفادة من الاسمدة النتروجينية وهذا بالطبع فى حالة الاضافات التى لاتسبب زيادة فى الضغط الاسموزى ولاتتنافس مع امتصاص الكاتيونات الهامة مثل الكالسيوم وتعمل فى نفس الوقت على منع دخول الصوديوم .
6- يمكن اضافة الاسمدة عن طريق الرش لكن مع الاخذ فى الاعتبار التركيز المناسب لعملية الرش وكذلك ميعاد الرش والظروف الجوية المناسبة اثناء اجراء الرش .
7- يجب مداومة اجراء عمليات التحليل الكيميائى للارض بحيث نتأكد من عدم زيادة تركيز الاملاح بما لايضر بالمحصول المنزرع لانه بطبيعة الحال لن يكون نمو النباتات فى الاراضى الملحية بنفس كفاءة نموها فى الاراضى العادية ولذا تقل الاضافات من الاسمدة الكيماوية كما ونوعا .