الفقع هو جمع لكلمة فقعه هكذا يطلقون عليه في بعض مناطق الخليج والجزيرة العربية، وفي منطقة بلاد الشام، يسمونه "الكماه" تحريفا عاميا لاسم "الكمأة" وهو اسمه العربي العتيق، ولمَّا كان بعضٌ من محبيه على قناعة لا تَقْبل جدلا، وهي أنه من فعل الرعد في أرض الصحراء، عقب شتاء ممطر، لهذا يشيع موسمه في نهاية فصل الشتاء، أو بداية فصل الربيع، وعليه فقد تعارفوا على تسميته باسم نبات الرعد.وسمي ايضا فى ليبيا بإسم "الترفاس"
ينمو الترفاس على شكل درنة البطاطا ولونه يختلف من الأبيض الفاقع إلى الأبيض تشوبه حمره (بيج) كما ينمو بالقرب من نوع من النباتات الصحراوية مكونا معها نوع من أنواع تبادل المنفعة تسمى علمياً (الميكروهيزا) و وقد ثبت علمياً أن البرق يعمل على تكوين أكاسيد الأزون في الجو الذي يذوب مع قطرات المطر مكوناً المواد الأزونيه اللازمة لنمو الكمأه أو الترفاس.
وربما كانت قلة من الناس، تعرف عنه أنه فطر، ينمو تحت سطح الأرض الجيرية جيدة الصرف والمحتوية على نسبه من الحديد على أعماق متفاوتة تصل ما بين 2 سم إلى 50 سم ولا تظهر له أجزاء فوق سطح الأرض على الإطلاق، فلا ورق، ولا زهر، ولا جذر له.
.
وقد روى الطبري عن جابر قال: كثرت الكمأه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فامتنع قوم عن أكلها وقالوا هي جدري الأرض فبلغ ذلك رسول الله فقال : (أن الكمأه ليست من جدري الأرض إلا أن الكمأه من المن وماؤها شفاء للعين) صدق رسول الله .
وقال أبن سينا : الكمأه يخاف منها الفالج والسكتة .
أنواع الكمأة
توجد عدة أنواع من الكمأة مثل الزبيدي ولونه يميل إلى البياض وحجمه كبير قد يصل إلى حجم البرتقالة الكبيرة وأحيانا أكبر من ذلك، والخلاسي ولونه أحمر وهو أصغر من الزبيدي ولكنه في بعض المناطق ألذ وأغلى في القيمة من الزبيدي، والجبي ولونه أسود إلى محمرة وهو صغير جدا، والهوبر ولونه أسود وداخله أبيض وهذا النوع يظهر قبل ظهور الكمأة الأصلية وهو يدل على أن الكمأة ستظهر قريبا، ويعتبر هذا النوع اردأ أنواع الكمأة ونادرا ما يؤكل.
في يومنا هذا يعد الفقعُ طعاماً معروفاً مألوفاً، بل إنه طعامٌ شهيٌّ مرغوب في كثير من بلدان العالم الشرقي، والعالم الغربي معا، إذ نجد أنهم في فرنسا يجمعونه ويفخرون أن فطرَهم من أجود أنواع الفطريات، لهذا فهم يجمعونه ويستهلكونه وقد يصدرون منه، وتقول أرقام الإحصائيات عندهم : إن إنتاجهم من الفقع يتراوح بين مئتي طن وثلاثمئة، كما يشتهر الفرنسيون بجمعه، فقد دربوا لجمعه كلاباً خاصَّةً تتعرف عليه من رائحته المميزة.
ويعتبر الترفاس الموجود في ليبيا من أجود الأنواع في العالم وهو أفضل بكثير من الترفاس الأوروبي الموجود بالغابات وقد اكتسب الترفاس الليبي شهرة منذ العصر الروماني وكان لا يتناوله إلاّ كبار القوم وعليتهم
المحتويات الكيميائية
يبدو أن الإنسانَ قد استشعرَ قيمةَ الفقع الغذائية العالية في قديم الزمان، مما لا يتفق مع النظرة العلمية الحديثة التي تعتمد التحاليل المخبرية، وتبين من تحليل الكمأة احتواؤها على البروتين بنسبة 9%، والمواد النشوية والتربة بنسبة 13%، ودهون بنسبة 1%، لهذا فهو ذو مردود حراري متواضع، وأن ثلاثة أرباعه (75%) من الماء، وتحتوي على معادن مشابهة لتلك التي يحتويها جسم الإنسان مثل الفوسفور، والصوديوم، والكالسيوم، والبوتاسيوم، كما تحتوي على فيتامين "ب"، وهي غنية بهذا الفيتامين. كما تحتوي على كمية من النيتروجين بجانب الكربون، والأكسجين، والهيدروجين، وهذا ما يجعل تركيبها شبيها بتركيب اللحم وطعم المطبوخ منها مثل طعم كلى الضأن، أضفْ إلى هذا رائحةَ الفقع المحببةَ وطعمَه الأشهى، مما يغري الكثيرين بالإقبال عليه مهما غلا الثمنُ وارتفع
الاستعمالات
هناك استعمالات داخلية وأخرى خارجية.
1 ـ الاستعمالات الداخلية للكمأة:
ـ تستعمل الكمأة لعلاج هشاشة الأظافر وسرعة تكسرها أو تقصفها وتشقق الشفتين واضطراب الرؤية.
ـ تستعمل الكمأة كغذاء جيد حيث تبلغ قيمتها الغذائية أكثر من 20% من وزنها حيث تحتوي على كمية كبيرة من البروتين. ويصنع من الكمأة الحساء الجيد وتزين بها موائد الأكل ويجب أن تطبخ جيدا وأن لا تؤكل نيئة لخطورتها حيث تسبب عسر الهضم. وينصح بعدم أكل الكمأة للمصابين بأمراض في معداتهم أو أمعائهم. كما يجب عدم أكلها من قبل المصابين بالحساسية.
ـ تستعمل الكمأة بعد غسلها جيدا وتجفيفها وسحقها لتقوية الباءة وذلك بعمل فعلي منها بشرط أن تغلى جيدا ولمدة لا تقل عن نصف ساعة.
2 ـ الاستعمالات الخارجية:
ـ لقد ثبت مجازيا أن ماء الكمأة يمنع حدوث التليف في مرض التراخوما وذلك عن طريق التدخل إلى حد كبير في تكوين الخلايا المكونة للألياف، وعليه فإن الكمأة تستعمل في الطب الشعبي وعلى نطاق واسع في علاج التراخوما في مراحلها المختلفة.
تحذير
ـ يجب عدم أكل الكمأة نيئة وعدم شرب البارد عليها إذا أكلت بعد الطبخ لما في ذلك من ضرر على المعدة.
ـ يجب تنظيف الكمأة من التراب الموجود في التشققات الموجودة بها.
ـ يجب منع الكمأة عن المصابين بأعراض التحسس كالشري والحكة وبعض الأمراض الجلدية وعن المصابين بعسر الهضم وآفات المعدة والأمعاء