كيف نمنع أمراض النباتات
إصابة النبات بالمرض تتطلب ثلاثة عناصر: (1) نبات ضعيف أو لم ينل تغذية جيدة، (2) وعدوى فطرية أو فيروسية أو بكتيرية، (3) وظروف بيئية مساعدة من شأنها تعزيز المرض مثل الرطوبة العالية أو الجفاف الشديد. وعند غياب أحد تلك العوامل الثلاثة، لا يصاب النبات ويبقى سليمًا معافى. ولهذا، وجب على الأقل تحييد أحد تلك العوامل كعنصر وقائي بدلًا من الانتظار حتى وقوع المشكلة ثم بدء العلاج.
من أهم عناصر زراعة نبات قوي ومعمر اختيار الشتلات والبذور السليمة الصحية. فيجب ألا يستزرع نبات يحمل بقعًا بنية أو ملونة على أوراقه، أو يشكو من سيقان متعفنة، أو بيئة للحشرات. فبالإضافة إلى كون هذا النبات مريضًا ولن ينمو بصورة جيدة، يتسبب في نقل العدوى لبقية المزروعات السليمة. وكذلك يجب فحص جذور النباتات كما تفحص قممها؛ إذ يجب أن تكون الجذور قوية ومتباعدة بعضها عن بعض، فالجذر التالف أو المريض ينهي حياة النبات في وقت ما، حتى مع سلامة القمم.
ومراقبة الحشرات أمر ضروري آخر، فهي تُعد سببًا رئيسيًّا لإتاحة المجال للفيروسات بمهاجمة المزروعات، عن طريق التلف الذي تحدثه بالنبات. فالحشرات تعد بالفعل ناقلًا للفيروسات؛ إذ تعمل على انتشارها من نبات إلى آخر. ويوصي خبراء الزراعة بتنظيف الحدائق والمزارع مع كل فصل خريف؛ لأن الأمراض والآفات الموجودة ببقايا النبات والمتساقط على الأرض تهاجم الأوراق الجديدة والمزروعات فور إنباتها. ويُعد أواخر فصل الشتاء الوقت المناسب لتقليم الأشجار والشجيرات. وهو بالتأكيد أفضل من الانتظار حتى فصل الربيع، حتى لا يُسمح للأمراض بأن تستقر داخل الأطراف المجروحة للنبات وانتقالها إلى الأجزاء جديدة النمو. ويوصى باستعمال أدوات حادة لصنع تقليمات نظيفة سريعة الشفاء، ويجب التعمق حتى النسيج الحي في النبات.
Photo by form PxHere
عند اختيار السماد للنبات، تراعى الكمية والنوعية المناسبتان؛ فالإفراط في التسميد يمكن أن يتلف الجذور، فيحد من قدرتها على امتصاص الماء والمواد الغذائية. وبالطبع ينعكس ذلك على النبات ليصبح أكثر عرضة للجفاف والحرارة. لذا، يلزم اختبار التربة أولًا لمعرفة مدى احتياجها إلى المواد الغذائية لتلافي وضع كميات غير ضرورية من الأسمدة، أو اختيار أنواع غير مناسبة.
من الأفضل دائمًا اختيار أنواع من النباتات المقاومة للأمراض، مثل تلك الخاضعة للتعديل الوراثي أو الجيني؛ فمثل تلك الأنواع تعلو نسب مقاومتها للأمراض وسرعة تعافيها إذا حدث والتقطت العدوى بالفعل. وكذلك يوصى بمراعاة اختيار أنواع النباتات المناسبة للمنطقة الجغرافية والمناخ السائد بها، مع التأكد من كونها نباتات محبة للشمس أم نباتات ظل. فتعرض جزء من نباتات الظل للشمس يصيبها بالمرض؛ إذ تصبح تحت ضغط وظروف غير ملائمة لها تضعف قدرتها على المقاومة؛ فتستسلم تلك النباتات منهكة القوى للعدوى.
وفي حال التعامل مع النباتات المزروعة بحاويات، يفضل عدم تعبئة الأوعية من تربة الحديقة أو المزرعة؛ كونها مليئة بالحشائش الضارة، والحشرات، والأمراض الفطرية التي قد تصيب النبات بسهولة. ولهذا ينصح باستعمال خليط التربة الجاهز من الأسواق؛ لأنه خفيف، ومسامي، ومصنع من مواد عضوية متحللة. فالأشجار تحب الاحتفاظ بأوراقها نظيفة، في حين يأوي الغبار والأتربة المتراكمة على أوراق الأشجار الحشرات وتحجب الضوء. لهذا، فإن التنظيف المستمر لأوراق الشجر عن طريق مسحها بمنشفة رطبة أو رشها خفيفًا بخرطوم المياه يساعد على الحفاظ على الأشجار بصحة جيدة.
وتعد الحيوانات الأليفة من أعداء النباتات التي توضع داخل المنازل؛ لأنها قد تفسدها، أو تقطع أوراقها، أو تأكلها، ولأن الحيوان الأليف نفسه يمكن أن يصاب بالتسمم أيضًا. لذا، يفضل إبعاد أوعية النباتات عن متناول الحيوانات. وبالمثل، لا تسلم النباتات المزروعة بالخارج من فضول الحيوانات مثل الأرانب، والطيور. لذلك يُنصح ببناء سياج حول المزروعات أو رفعها في سلال عالية، إن كان ذلك قابلًا للتطبيق، وغيرها من الوسائل لتوفير الحماية الكافية للنبات.
ما دورنا في الحفاظ على صحة النبات؟
إن الحفاظ على صحة النباتات والأشجار والإبقاء عليها نضرة وحية، أمر يحتاج إلى مجهود وتكاتف بين الجميع. فيجب أن تقف الحكومات بالمرصاد لظواهر مثل القطع الجائر للغابات، إذ تهدد التوازن البيئي للكرة الأرضية بأسرها، والبحث عن بدائل لصناعة الأثاث بعيدًا عن سيقان الأشجار التي نحتاج إليها في الحفاظ على بقاء الكوكب. وكذلك يجب نشر الوعي الخضري في المدن والقرى، إلى جانب زرع الأفراد الشجيرات والورود في الأفنية، وأسطح المباني، والشرفات؛ فالنبات يمثل الحياة نفس