اريــــــخ زراعة وصناعة التــــــــــدخين بالأرقـــــــام
الحكاية الأصلية بدأت بين أهل أمريكا الأصليين أي الهنود الحمر, فعندما نزل كولومبس إلى العالم الجديد في رحلته الشهيرة ورسا بسفنه على شاطيء جزيرة كوبا سنة 1492 م شاهد قرية صغيرة يسكنها قوم لهم ملامح مثيرة,
يعيش سكان تلك القرية في أكواخ من القش وسعف النخيل, وعرف منهم أن لهم ملكاً يسكن في داخل الجزيرة على بعد 30 كيلو متراً, واعتقد كولومبس أن ملكهم هذا له أكواماً من الذهب, فأرسل إليه بعثة استكشافية لتساومه على بضاعة يحملونها مقابل ذهب يحتفظ به, لكن البعثة لم تجد إلا فقراء وبين يديهم لفافات بنية غامضة وبجوارهم نار بها جمرات, وعلى أحد طرفي اللفافة توضع الجمرة, أما الطرف الآخر فموضوع في إحدى فتحتي الأنف, ومنه يحدث الشهيق ويخرج الزفير على هيئة حلقات من دخان! وبعد أن يستنشق الكوبي من اللفافة مرتين أو ثلاثاً يسلمها لمن يليه وهكذا تدور اللفافة على أفراد الدائرة المنصوبة ...
وتعجب البحارة لما رأوه, وبدافع الفضول عرفوا سر هذه اللفافات, فهي مصنوعة من أوراق نبات بري ينمو هناك بكثرة, وتوهم الهنود الحمر والكوبيون أن دخان هذا النبات يريح من التعب, ويزيل الضجر والسأم, وأنه مهدىء لطيف !! ولهذا نصحوا البحارة بجمع ما يستطيعونه من هذا النبات, ومنه يصنعون لأنفسهم ما شاءوا من لفافات, ثم يتحلقون ويستنشقونها ساعة أو بضع ساعات, ووصل الحال إلى أن أصبح التدخين تجارة هائلة جنى العالم فيها أكواما من الذهب, فاستهلاك الولايات المتحدة وحدها من السجائر في عام 1980 م بلغ ستمائة وخمسين ألف مليون سيجارة ! وتجارة التبغ في العالم في نفس العام قد بلغت مائة مليون دولار!.وهذا الرقم حالياً يمثل استهلاك دولة واحدة فقط .
ومن هنا يمكن تلخيص تاريــــــخ تطور هذه الصناعة إن أمكن أن نسميها هكذا كالتالــــــــــــــــي :
- في سنة 1492 م شاهد الرحالة كريستوفر كولومبس نبات التبغ في أمريكا.
- في سنة 1518 م كانت أسبانيا أول البلاد الأوربية التي زرعت نبات التبغ بواسطة بعض مكتشفي الدنيا الجديدة (أمريكا) الذين أحضروا البذور معهم.
- في سنة 1558 م انتقلت زراعة التبغ إلى فرنسا بفضل سفير فرنسا في البرتغال جان نيكوت ثم أطلق الناس على نبات التبغ اسم نيكوتين نسبة إلى اسم الصفير الذي أدخله البلاد.
- في سنة 1584 م انتقلت زراعة واستعمال التبغ إلى انجلترا عن طريق السير ولوريلي.
- في سنة 1601 م دخل التبغ إلى مصر وزاد الإقبال عليه واستيراده في سنة 1737م.
- في سنة 1604م حذر الملك جيمس الأول ملك إنجلترا من أضرار التدخين على الرئتين.
- في سنة 1614 م بلغ عدد مقاهي التدخين في لندن وحدها 7000 مقهى.
- في سنة 1619 م استعمل ملك إنجلترا الشدة في مكافحة استعمال وشرب التبغ.
- في سنة 1628 م حرم البابا أرخين الثالث دخول الكنائس على كل من يستعمل التبغ.
- في سنة 1642 م أصدر البابا أوربان السابع أمراً بابوياً يقضي بتحريم التدخين إلا أن العوام والقساوسة استمروا في التدخين.
- في سنة 1652م صدر أمر بمنع زراعة التبغ في إنجلترا.
- في سنة 1799م بدء سكان الفيوم في مصر زراعة التبغ بعد أن أقبل عليه الناس.
- في سنة 1810م احتكر محمد علي باشا زراعة التبغ في مصر.
- في سنة 1829م انتقلت زراعة التبغ من مصر السفلى إلى مصر العليا فكثر المدخنون وعم استعمال في جميع أنحاء مصر.
- في سنة 1840 م كان الفرنسيون أول من استخدموا السجائر وذلك حين قاموا بلف التبغ داخل ورق رقيق ثم انتشرت عادة شرب السجائر في أوربا كلها بعد حرب القرم.
- في سنة 1880 م أدى تحسن نوعية ورق السجائر والميكنة إلى انخفاض سعرها وانتشارها بين الناس.
- في سنة 1910 م حرمت الولايات المتحدة مضغ التبغ وبصقه فارتفع استهلاك السجائر بين الناس.
- في سنة 1938 م نشر الدكتور بيرل اكتشافه القائل بأن حياة المدخنين أقصر من حياة غير المدخنين.
- في سنة 1939 م صنعت أول سيجارة كنج سايز في أمريكا.
- في سنة 1954 م ظهرت السجاير ذات الفلتر لأول مرة.
- في سنة 1954م درس الدكتور دورن عضو المعهد الوطني الأمريكي العلاقة بين التدخين ومرض السرطان.
- في السبعينيات صنعت الشركات سجائر ذات نيكوتين وقطران مخفف وذلك نتيجة ضغط الهيئات الصحية عليها.