الزراعة العضوية

الزراعة العضوية

تعد الزراعة العضوية ذات أهميةٍ كبيرةٍ لأنها تساعد على إنتاج أغذيةٍ عضويةٍ مزروعة بشكلٍ طبيعيٍّ، وتحافظ على خصوبة التربة دون استخدام مواد كيميائية ضارة، وتساهم في الحفاظ على البيئة وحماية الكوكب من الملوثات. لكن ما هي الزراعة العضوية بالضبط؟ تابع القراءة لتتعرف أكثر على الموضوع.

تعريف الزراعة العضوية

قدمت منظمة الاتحاد الدولي لحركات الزراعة العضوية في أستراليا في عام 2005 اقتراحًا لوضع تعريف موجز للزراعة العضوية، وقد اُعتمد على تعريفٍ مناسبٍ يعكس المبادئ الأربعة للزراعة العضوية وهو كالتالي:
الزراعة العضوية هي نظام إنتاجٍ يدعم صحة التربة والنظم الإيكولوجية (الأنظمة البيئية) والإنسان، ويعتمد على العمليات الإيكولوجية والتنوع البيولوجي والدورات البيولوجية الملائمة للظروف المحلية، وذلك بدلًا من الاعتماد على المدخلات الزراعية ذات الآثار الضارّة.

هذا وتجمع الزراعة العضوية بين التراث والابتكار والعلوم وذلك لإفادة البيئة المشتركة وتحسين جودة الحياة لجميع الناس. 1
مبادئ الزراعة العضوية

هناك أربعة مبادئ أساسية تعتمد عليها الزراعة العضوية وذلك حسب منظمة الاتحاد الدولي للحركة الزراعية العضوية، تعرف عليها في ما يلي:

• مبدأ الصحة: تحافظ الزراعة العضوية على بقاء التربة صحية والتي من شأنها أن تُنبت محاصيلَ صحيةً، والتي ستجعل الحيوانات أكثر صحةً أيضًا، كما ستؤثر إيجابًا على صحة الإنسان وسنحصل في النهاية على جسمٍ صحيٍّ. وفي السنوات الأخيرة أصبح الإنسان أكثر وعيًا لضرورة الحصول على غذاءٍ صحيٍّ، وذلك بسبب انتشار بعض الأمراض مثل الربو وحساسية الطعام وأمراض القلب التي ترتبط جميعها بالزراعة غير العضوية. إذًا يركز مبدأ الصحة على أهمية الحفاظ على صحة التربة.
• مبدأ علم البيئة: يكمن الهدف الرئيسي من هذا المبدأ في تحقيق توازنٍ بيئيٍّ عن طريق الزراعة والتركيز على إعادة التدوير، بحيث نستخدم بقايا أو مخلفات الطعام كسمادٍ بدلًا من حرقه، وذلك سيحمي البيئة من التلوث. إذًا يركز مبدأ علم البيئة على إعادة استخدام المدخلات من خلال إعادة التدوير حتى نساعد على تحسين البيئة.
• مبدأ العدالة: العدالة تعني الإنصاف والاحترام والمساواة، حيث يؤكد مبدأ العدالة على أنّ الكون للجميع، ويجب على كل مجموعةٍ سواء كانت من المزارعين أو المستهلكين أو الموردين أو أيًّا كان أن تؤكد على أنها لن تؤذي البيئة أو الماء أو التربة أو الحيوانات أو غيرها.
• مبدأ العناية: يعد مبدأ العناية من أهم المبادئ فمن أجل أن تحقق جميع المبادئ السابقة يجب الرعاية والعناية بالأرض والبيئة بأكملها، وكذلك حمايتها من المواد الضارة.2

فوائد الزراعة العضوية

تقدم الزراعة العضوية مجموعةً واسعةً من الفوائد للبيئة والإنسان والحيوان، أهمها:

• مكافحة تآكل التربة، حيث تساعد الزراعات العضوية على مكافحة المشاكل الخطيرة المتعلقة بالتربة والأراضي، وهناك دراسةٌ رئيسيةٌ قارنت بين حقلين من القمح الأول حقل عضوي والثاني حقل معالج كيميائيًّا، أظهرت تلك الدراسة أنّ الحقل العضوي يزيد عن الحقل المعالج بثمانية بوصات من التربة السطحية، وبلغت كمية التآكل فيه ثلث تلك المقدرة في التربة المعالجة.
• دعم صحة الحيوان، حيث تواجه العديد من الحيوانات كالأسماك والطيور والسلاحف مشاكلَ عندما تُدمر بيئتها الطبيعية، إلا أنّ الزراعة العضوية تشجع الطيور والحيوانات المفترسة الطبيعية على العيش بسعادةٍ في الأراضي الزراعية، فتساعد تلك الحيوانات بدورها على مكافحة الآفات الطبيعية.
• مكافحة آثار الاحتباس الحراري، حيث كشفت دراسةٌ أنّ نظام الزراعة العضوية يمكن أن يقلل فعلًا من غاز ثاني أوكسيد الكربون ويحبس الكربون في التربة، كما يساهم في إبطاء تغير المناخ. 3
• تحسين الإنتاجية الزراعية على المدى الطويل عن طريق استخدام مدخلات بتكلفةٍ ميسورةٍ تعتمد بشكلٍ كبيرٍ على التنوع البيولوجي المحلي.
• تحسين المعيشة والأمن الغذائي.
• تطوير القدرة على التكيف مع تغير المناخ.
• تجنب المخاطر المالية من خلال استبدال المدخلات الكيميائية باهظة الثمن بالموارد المتجددة والمتاحة محليًّا.
• توفير فرص جديدة للمزارعين بالوصول إلى السوق.
• مكافحة التصحر. 4

الأسباب التي تجعل الزراعة التقليدية غير مستدامة

إذًا بعد أن تعرفنا على الزراعة العضوية وأهميتها لا بد أن نوضح الفرق بين الزراعة العضوية والزراعة التقليدية. وإليكم الأسباب التي تجعل الزراعة التقليدية غير مستدامةٍ:

• فقدان خصوبة التربة بسبب الاستخدام المفرط للأسمدة الكيميائية وعدم استخدام أساليب مثل الدورة الزراعية.
• تلوث الموارد المائية عند هطول الأمطار، وذلك بسبب الجريان السطحي للنترات.
• استعمال المبيدات الحشرية بكثرةٍ للحد من الآفات والأعشاب الضارة.
• تآكل التربة بسبب الحرث العميق وهطول الأمطار الغزيرة.
• فقدان التنوع البيولوجي بسبب الزراعة الأحادية