استاكوزا المياة العذبة فى مصر
"حيوان قشرى دخيل سريع الإنتشار"
ا.د. عبد الله محمد ابراهيم - ا.د. مجدى توفيق خليل
مقدمة
- استاكوزا المياه العذبة.... حيوان قشرى دخيل على البيئة المصرية.
فى العقد قبل الأخير من القرن العشرين ظهر فى مياه النيل بمصر نوع من قشريات المياه العذبة. انتشر بشكل سريع على طول مجرى نهر النيل وفروعه. حيث تم رصده فى أكثر من مكان. وسبب كثيراً من المشاكل للصيادين وللثروة السمكية، وأيضاً لشبكة الرى فى عدة مناطق وقام كثير من الصيادين فى المحافظات المختلفة بتقديم شكاوى إلى وزارة الزراعة. وتم تبليغ هيئة الثروة السمكية بالخسائر الكبيرة التى سببها هذا الحيوان للصيادين وقد تبين أنه حيوان غاز لكثير من البيئات فى كثير من دول العالم حتى أصبح عالمى الإنتشار.
لذلك تم التعاون ين الجمعية المصرية لتنمية الثروة السمكية ومقرها كلية العلوم جامعة عين شمس وهيئة الترابط بين الجامعات المصرية والأمريكية فى مشروع بحثى عام 1997 عقد بين جامعة عين شمس وجامعة تكساس بالولايات المتحدة الأمريكية لدراسة مدى انتشار هذا الحيوان الدخيل فى البيئة المصرية، والكشف عن كيفية الاستفادة منه وطرق التغلب على سلبياته التى بدأت تظهر وتؤثر على المسطحات المائية بمصر.
وعن كيفية دخول هذا الحيوان القشرى إلى بيئتنا المصرية، تبين بالدراسة والبحث أنه دخل خلال عام 1983 ولم يجلب إليها بطريق مشروع، بل إن أحد أصحاب المزارع السمكية فى منطقة الجيزة قد جلبه من الخارج على أساس أنه جمبرى مياه عذبه، ولما نما وظهر شكله المغاير وكلاباته القابضة الضخمة، تخلص منه بإلقائه دون وعى أو مسئولية فى مياه نهر النيل قرب الجيزة ومنها تسرب مع تيار الماء إلى شبكة الرى بمحافظات الدلتا جميعاً ثم اتجه ليسير عكس التيار فى اتجاه محافظات الصعيد، وسجل منه جماعات كبيرة بعد ذلك فى الفيوم وبنى سويف والمنيا وأسيوط وقنا إلى باقى مياه نهر النيل حتى أسوان كما تم رصد جماعات محدودة منه فى بعض قنوات الرى بوسط سيناء مؤخراً.
وفى البداية تم التعرف على نوعين من هذا الحيوان فى مياه الدلتا وهما:
1-إستاكوزا المستنقعات الحمراء
2-الإستاكوزا النهرى الأبيض
وموطنهما الأصلى هو جنوب الولايات المتحدة الأمريكية ووسط وشمال أمريكا الجنوبية.
وتم من خلال هذا المشروع تسجيل وجود نوعى الإستاكوزا متلازمين فى كثير من مناطق الدلتا، ولكن كثافة النوع الأحمر كانت أعلى بكثير من الأبيض. وبعد عامين اختفى تماماً النوع الأخير لعدم تواؤمه مع بيئة المياه غير الجارية فى نهر النيل والتى يلائمها النوع الأخر المعروف باستاكوزا المستنقعات. وأوضحت الدراسة أيضاً أن بيئة نهر النيل أفضل لمعيشة هذا الحيوان حتى عن موطنه الأصلى، حيث أصبح أكثر خصوبة فى البيئة الجديدة.
وتضع أنثى الاستاكوزا بيضها مرتين فى العام. فى منتصف أبريل ومنتصف نوفمبر، ويتراوح عدده بين 200-600 بيضة، ثم تدخل الأنثى فى قنوات متشابكة تحفرها فى جسور القنوات التى تعيش فيها ويصل طولها إلى متر حتى مترين ونصف، ويفقس البيض إلى الصغار مباشرة بعد حوالى أسبوعين.
ويعزى نجاح هذا الحيوان فى غزو البيئة المائية المصرية وانتشاره المتسارع فيها إلى تكوين عشائر كبيرة مستديمة فى نهر النيل، مع مقاومته للجفاف عندما يختبئ فى الحفر المشار إليها، وطريقة غذائه الرمية والمتنوعة وسرعة نموه وخصوبته العالية ومقاومته للأمراض والطفيليات.