منتدى الزراعة السعودي - كيفية مكافحة ذبابة ثمار الزيتون

تعتبر ذبابة ثمار الزيتون في كثير من دول حوض البحر الأبيض المتوسط - بما فيها الأردن- من أهم الآفات الحشرية التي تهاجم الزيتون، حيث تؤدي الإصابة بهذه الحشرة إلى خسارة كبيرة في كمية المحصول، وخاصة في سنوات الحمل الخفيف، كما تؤدي إلى تدني نوعية الثمار فلا تصلح للتخليل وترفع حموضة الزيت فيندر أن يستحق الزيت درجة بكر ممتاز إذا كانت الثمار مصابة بذبابة ثمار الزيتون. وتهاجم الزيتون في الأردن منذ بداية الصيف وحتى جمع الثمار في الخريف. وينجم عن الإصابة خسائر كبيرة، تصل إلى أكثر من 60% من الناتج إذا كانت الإصابة عالية، ولكن قد تختلف مدى الإصابة من عام إلى أخر، أو من منطقة إلى أخرى،أو من صنف إلى أخر، فتختلف الأصناف في حساسيتها للإصابة فعادة أصناف المائدة حساسة للإصابة عن أصناف الزيت، وتتأخر الإصابة في الأصناف متأخرة النضج.
وصف الحشرة:
1- الحشرة الكاملة
تشبه الذبابة المنزلية ولكنها تكون أصغر حجماً إذ يبلغ طولها 5ملم تقريبا ، ذات لون رمادي أشهب ورأسها برتقالي ، أجنحتها شفافة ذات عروق صفراء اللون ، ينتهي كل جناح ببقعة سوداء اللون .البطن يحمل بقع سوداء اللون على كل جانب مع وجود أشرطة طولية ذات لون أصفر .
2- البيضة
بيضاء اللون مستطيلة الشكل تضعها الإناث في الثمار على عمق (1) ملم، بواسطة آلة وضع البيض المدببة في نهاية البطن. يصل طولها إلى 0.8 ملم، وعرضها 0.18 ملم .
3- اليرقة
مخروطية الشكل بيضاء اللون عديمة الأرجل بعد اكتمال نموها يصل طولها إلى حوالي 7.5 ملم ، ولها ثلاثة أعمار.
4- العذراء
تتواجد في غلاف برميلي لونه بني مصفر، يصل طولها إلى 4 ملم، وعرضها إلى 2 ملم.
دورة الحياة: تبدأ الحشرات الكاملة بالظهور في فصل الربيع حول أشجار الزيتون ،حيث تقوم بالتغذية على رحيق الأزهار ،تظهر الذبابة نشاطها خلال النهار ، وتقل أعدادها خلال أشهر الصيف الحارة وتصل إلى القمة خلال أشهر الخريف . تقوم الأنثى بوضع بيضها في ثمار الزيتون (الشكل 1) والتي تفقس إلى يرقات تكون عديمة الأرجل، تقوم بالتغذية على لب الثمار (الشكل 2) ، تواصل اليرقة نموها داخل الثمرة .وتتحول اليرقات خلال 2-3 أسابيع إلى عذارى داخل الثمار (الشكل 3 ) في بداية ووسط الموسم، وتسقط على الأرض للتعذر في أواخر الموسم وقبل القطاف .وتترك اليرقات خلفها ثقوب عند سقوطها على الأرض (الشكل 4) .ويعتمد تطور الحشرة من البيضة إلى طور الحشرة الكاملة بشكل كبير على الظروف الجوية فتستغرق مثلا 11 يوما عندما تكون درجة الحرارة ما بين 20-26 م للتطور من البيضة إلى الحشرة الكاملة بينما تستغرق 45 يوما للتطور عند درجة حرارة 14م . ولهذه الحشرة 3-4 أجيال في العام الواحد ويعتمد ذلك على التوزيع الجغرافي ، حيث تصل إلى أربعة أجيال في المناطق الدافئة والساحلية والأغوار , بينما في المناطق المرتفعة والجبلية الباردة يكون عددها ثلاثة أجيال .
وقد أظهرت نتائج دراسة أجريت في منطقة البقعة ظهور ثلاثة أجيال لهذه الحشرة ، الجيل الأول منها يمتد من بداية حزيران حتى نهاية آب؛ حيث تضع الحشرات بيضها خلال شهر حزيران على كل الأصناف المستعملة ( الرصيعي، اسكولانو، شامي، خلّي). ويمتد الجيل الثاني من نهاية آب حتى منتصف تشرين أول؛ حيث ظهر البيض في جميع الأصناف في نهاية آب وأوائل أيلول. ويمتد الجيل الثالث من منتصف تشرين أول حتى جمع الثمار؛ حيث ظهر البيض في منتصف تشرين أول.

الأهمية الاقتصادية
تصنع الإناث عدة ثقوب دقيقة في الثمار؛ بهدف التغذية ووضع البيض، وتعمل أنفاقاً في الثمار. وينتج عن ذلك أنواع عديدة من التلف منها:
1- تلف أنسجة الثمرة
نتيجة للأنفاق التي تقوم بصنعها يرقات الحشرة تتحول الأنسجة المحيطة بهذه الأنفاق إلى اللون البني مما يؤدي إلى إتلاف عدة أوعية تغذى من الأنسجة المحيطة؛ مما يؤثر على نضوج الثمار، ويضعف اتصالها بالنبات.
وتستهلك اليرقات كميات لا بأس بها من مكونات الثمرة، وتسبب نقصاً في وزن الثمار، قد يصل إلى 30%. ولقد لوحظ أن الثمار المصابة تجف بسرعة؛ مما يؤدي إلى نقص في ناتج الزيت.
2- سقوط الثمار
وينتج عن ضعف ارتباط الثمار بالحامل مما يؤدي إلى سقوطها على الأرض وبالتالي زيادة في فقد المحصول ويختلف معدل سقوط الثمار المصابة من صنف إلى آخر، تبعاً لمدى الإصابة ودرجة النضج.
3- رداءة نوعية الزيت
تسبب الاصابه بهذه الحشرة إلى تدني نوعية وكمية الزيت المنتج من قبل الثمار. وقد يصل النقص في الزيت إلى 25%؛ نتيجة الإصابة بيرقات الذبابة. وتزيد نسبة الحموضة؛ نتيجة الإصابة وعمل البكتيريا والفطريات. وتصل الزيادة في الحموضة - أحياناً - إلى أربعة أضعاف؛ مما يجعل الزيت غير قابل للاستهلاك البشري.
نشاط الحشرة الكاملة
نتيجة استعمال المصائد الجنسية والمصائد المائية بين حقول الزيتون والتي تم استخدامها في دراسة أجريت في منطقة الجبيهه إلى أن للذبابة خمس فترات نشاط طيراني خلال العام. وتكون ذروة الأعداد للفترة الأولى والتي تكون صغيرة نتيجة ارتفاع درجة الحرارة في شهري آذار ونيسان، ، وخروج العديد منها من العذارى التي كانت في فترة البيات الشتوي. وذروة الأعداد للفترة الثانية في شهري حزيران وتموز، وهي صغيرة، وتتوافق مع قابلية الثمار للإصابة. وذروة الأعداد للفترة الثالثة ما بين منتصف تموز ومنتصف أيلول، وللفترة الرابعة في بداية تشرين أول، وللفترة الخامسة في نهاية تشرين أول، وهذا ناتج عن ظهور الحشرات الكاملة للأجيال الثلاثة. وكانت الأعداد للفترات الثلاث الأخيرة كبيرة، مقارنة بالفترتين الأولى والثانية، وأكثرها عدداً التي تنشط في بداية تشرين أول أي في الفترة الرابعة.

طرق المكافحة
وقبل اتخاذ قرار بالمكافحة تراعى العوامل التالية:
1- العوامل المناخية السائدة: درجات حرارة مرتفعة 35مْ رطوبة منخفضة .
2- قراءة المصائد الجاذبه والجنسية.
3- تشريح الثمار لتقدير الإصابة الحية ومعرفة طور الحشرة.
4- صنف الزيتون تفضل الأصناف الكبيرة الحجم الباكورية النضج .
5- سنة الحمل وتأثيرها على حجم الثمار.
6- الأعداء الحيوية ووجودها.
وفي ضوء هذه المعطيات يتخذ قرار بالرش الجزئي أو الكامل وينصح بالرش الجزئي

وتستخدم عدة طرق لمكافحة هذه الحشرة وهي :
المكافحة بالطرق الزراعية:
1- زراعة الأصناف المقاومة لذبابة ثمار الزيتون، وأهم صنف هو النبالي (أو القنبيزي؛ وهو أحد سلالات النبالي المنتشر في منطقة جرش وعجلون)؛ بسبب قلة الإصابة.
2- حراثة التربة أسفل أشجار الزيتون، وخصوصاً في فصل الخريف بعد قطف الزيتون، أو في أواخر الشتاء. وهذه الحراثة تخفف من أعداد الحشرات الكاملة التي تخرج من العذراء والتي تكون موجودة تحت مساقط أفرع الأشجار وعلى عمق حوالي 5 سم.
3- تجنب خلط الثمار السليمة مع الثمار المصابة بذبابة ثمار الزيتون عندما تكون نسبة الإصابة من 20 إلى 25 % فأكثر.
4- جمع ثمار الزيتون المتساقطة أسفل شجرة الزيتون، أو المتبقية على الشجرة بعد عملية القطاف. وهذه العملية تقلل من أطوار الحشرة الساكنة داخل الثمار.
5- استعمال المصائد اللونية ( مصائد صفراء لاصقة ) وكذلك المصائد الفرمونية الجاذبة للجنس؛ لتقليل أعداد الحشرات الكاملة.

المكافحة الحيوية
حماية الأعداء الحيوية: نظراً لوجود عدد من الطفيليات على الأطوار المختلفة لذبابة الزيتون فإنه يراعى مايلي:
حصر هذه الأعداء الحيوية وتحديد مناطق وجودها.
أخذ طور الطفيل بعين الاعتبار أثناء تطبيق الرش الكامل.
النصح باستخدام الرش الجزئي بدلاً من الرش الكامل.
وقد ثبت أن هناك عدد من المتطفلات وهي المتطفلات الرئيسية على عذارى ذباب ثمار الزيتون ويرقاته، وخاصة في شهري أيلول وتشرين أول. والمتطفلات هي من (Hymenoptera)، وخاصة Opius concolor، و Tetrastichus sp.. مع مراعاة عدم استعمال المبيدات الجهازية لمكافحة ذبابة ثمار الزيتون في حال استخدام المكافحة الحيوية ؛ بهدف حماية هذه المتطفلات.

المكافحة الكيماوية
الرش الجزئي (الطعم السام):
ويستعمل عندما تكون أطوار الحشرة في الثمار المصابة 80% منها يرقات في نهاية العمر الثالث أو العذراء مع الأخذ بعين الاعتبار عدد الحشرات المجذوبة بالمصيدة وذلك عند تحديد زمن الرش.
ويحضر الطعم السام المستخدم في الرش الجزئي كالتالي:
1.5-2 كغ هيدروليزيت البروتين أو بيوفوسفات الأمونيوم.
150-200 سم3 دايمثويت تركيز 40% محلولة في 100 لتر ماء.
ترش كل شجرة بمعدل 0.75-1 لتر في أحد أطرافها أو يرش صف أشجار ويترك 1-2 صف بدون رش .وهنا تعتبر الأشجار المرشوشة بمثابة مصيدة. ومن مزايا الرش الجزئي:
1- عدم تأثيره على الطفيليات والمفترسات.
2- توفير في كمية المياه والمبيدات حيث أن الكمية المستهلكة في الرش الجزئي تعادل 1/10 الكمية المستهلكة في الرش الكامل.

الرش الكامل:
وسائل الرش الأرضية: يطبق عندما تكون نسبة الإصابة الحية 5% على أصناف الزيتون الثنائية الغرض وأصناف الزيت، و 3% على أصناف التخليل وعندما تكون أطوار الحشرة غير الكاملة في الثمار المصابة 80% وذلك باستخدام مادة الدايمثويت 40% أو مبيدات جهازيه فعالة.
مع الأخذ بعين الاعتبار العوامل آنفة الذكر قبل الرش الكامل، لكن هذه الطريقة تحتاج لكمية أكبر من المبيدات والمياه واتخذا قرار المكافحة خاصة في المساحات الكبيرة يرتبط بقرار اللجنة المسؤولة لآفات الزيتون.ويراعى عند الرش الكامل الأمور التالية :

أ-استعمال المبيدات الاختيارية لقتل الأطوار الساكنة من هذه الحشرة الموجودة في التربة، وعدم التأثير على المتطفلات، وهذا يتضمن:
1- استعمال المبيدات المحببة للتربة - مثل الفوردان - بعد عملية قطاف الزيتون.وفقط للأشجار الصغيرة والتي عمرها أقل من عشرة سنوات .
2- استعمال المبيدات ذات التأثير بالملامسة، تكون ذات فعالية لمدة قصيرة - مثل الدورسبان - لتخفيف أعداد الحشرة، مع عدم التأثير على المتطفلات، وعدم استعمال المبيدات الجهازية.
ب- اظهرت نتائج مجموعة من الأبحاث التي أجريت في الأردن إلى أن استعمال المبيدات ضد يرقات الذبابة قد أعطى نتائج غير مرضية؛ حيث أن أعداداً كبيرة من هذه الحشرة يمكن أن تسبب ضرراً خلال فصل الصيف ، لا يجدي معه استعمال المبيدات؛ لذا ينصح بالرش في أواخر شهر حزيران، وأوائل شهر تموز حيث تكون الحشرة خلال هذه الفترة قادرة على وضع البيوض في ثمار الزيتون. كما وجد أن ( 5 إلى 10 ) حشرات كاملة على المصيدة الفرمونية أو ( 3 إلى 5 ) حشرات لكل مصيدة لونية صفراء. وفي حالة لم تكن هذه الطريقة فعالة في المكافحة، أي إذا كانت نسبة الإصابة المئوية هي ( 5 إلى 10 ) يرقات لكل مائة حبة زيتون فإنه يجب إضافة رشة جديدة إلى الثمار؛ لكي تمنع أية زيادة في حموضة الزيت؛ حيث ثبت من الدراسات أن ذبابة ثمار الزيتون تسبب زيادة الحموضة في الثمار المصابة قد تصل إلى 11 % .